النفوذ العائلي والمناصب السيادية في السعودية: أسرة الرميان

 

النفوذ العائلي في السعودية: أسرة الرميان




يُسلط هذا التقرير الضوء على حالة محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان وشقيقه أسامة، وعديله مازن الكهموس رئيس هيئة مكافحة الفساد كنموذج مركّب من تركّز السلطة، غياب الفصل بين المصالح الخاصة والعامة، واستغلال العلاقات العائلية كممر للعقود السيادية. ومن خلال تصريحات رسمية منشورة، تُسوّق هذه العلاقات بوصفها ميزة تنافسية تتفوق بها شركة محاماة محلية على باقي مكاتب المحاماة والمكاتب الاستشارية العاملة في قطاع الأعمال مما يشكل خللًا صارخًا لمبدأ التنافسية، ومما يُهدد بيئة الحوكمة في المملكة ويُفرغها من استقلاليتها. ويتناول التقرير أثر هذا التداخل على الحوكمة، الشفافية، العدالة التنافسية، واستقلالية أجهزة الدولة، مع ربط ذلك بالنصوص القانونية السعودية والمعايير الدولية ذات الصلة.



أولًا: تركّز المناصب في يد ياسر الرميان :-

المناصب التي يشغلها ياسر الرميان تشمل أكثر من 20 منصبًا مؤثرًا، من بينها:



🏛 المناصب الحكومية والاستثمارية

محافظ صندوق الاستثمارات العامة (منذ 2015)

رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية (منذ 2019)

مستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بمرتبة وزير

رئيس مجلس إدارة مركز دعم اتخاذ القرار في الديوان الملكي

عضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية



🏢 المناصب في الشركات والمؤسسات

رئيس مجلس إدارة شركة معادن

رئيس مجلس إدارة شركة سنابل للاستثمار

رئيس مجلس إدارة شركة نون للاستثمار

رئيس مجلس إدارة شركة إدارة وتطوير مركز الملك عبدالله المالي

رئيس مجلس إدارة شركة جولف السعودية

رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للجولف

رئيس مجلس إدارة شركة طيران الرياض

نائب رئيس مجلس إدارة روشن العقارية

نائب رئيس مجلس إدارة شركة تطوير وسط الرياض



🌍 العضويات الدولية والخاصة

عضو مجلس إدارة شركة أوبر تكنولوجيز (منذ 2016)

-عضو مجلس إدارة شركة أوبر تكنولوجيز (منذ 2016)

-عضو مجلس إدارة شركة آرم ليميتد (منذ 2018)

-عضو مجلس إدارة شركة نيوم (منذ 2019)

-عضو مجلس إدارة شركة أمالا (منذ 2019)

-عضو مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض

-عضو مجلس إدارة الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة

-عضو مجلس إدارة شركة البحر الأحمر للتطوير

-عضو مجلس إدارة شركة القدية للاستثمار

-عضو مجلس أمناء المتحف الوطني

-عضو مجلس إدارة المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية



المعايير العالمية في الحوكمة، مثل تلك الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، تحذر بشدة من تركّز السلطة في يد واحدة. هذا التداخل يقوّض آليات المساءلة ويعطل الشفافية المؤسسية. ولا شك أن القيادة في المملكة العربية السعودية تتجاهل هذا المعيار حيث تستمر في أصدار أوامر ملكية بتعيين شخص واحد لعدة مناصب قيادية مما يؤثر سلبا على كفاءة العمل قبل أن يؤثر على بنية الدولة والمجتمع وأجهزة الدولة وقضائها وقطاع الأعمال والاستثمار.



الأضرار الناتجة عن تركّز السلطة هنا:

- تضارب مصالح مباشر بين الصندوق السيادي والشركات المنفذة

- غياب الرقابة المستقلة

- ضعف الكفاءة الإدارية نتيجة تشتيت المسؤوليات

- تهديد لتكافؤ الفرص

- إمكانية تسييس الاستثمار لخدمة النفوذ العائلي



ثانيًا: السلطة غير الرسمية وشبكة النفوذ:-

الشخصيات المحورية في هذا التقرير:

1. ياسر الرميان – رأس المنظومة السيادية

2. مازن الكهموس – رئيس هيئة مكافحة الفساد، عديل ياسر

3. أسامة الرميان – شقيق ياسر، مستشار أعمال أول في شركة تسهيل للمحاماة







ثالثًا: أسامة الرميان – جوهر الفضيحة في منظومة النفوذ العائلي:-



المؤهل والموقع المهني:

- يحمل بكالوريوس علوم من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن

- يعمل كمستشار أعمال في شركة قانونية دون مؤهلات قانونية أو إدارية

- يسوّق لنفسه عبر شبكة علاقات شخصية دون الإشارة إلى خبرات أو كفاءات موضوعية




التعريف الرسمي له على موقع شركة تسهيل:

"أسامة الرميان هو رائد أعمال سعودي يحوّل العلاقات رفيعة المستوى إلى نتائج تجارية ملموسة. بصفته الشريك المؤسس لشركة حماية البيانات، قاد برامج بارزة في الأمن السيبراني للمشاريع الوطنية الكبرى، بما في ذلك نيوم وروشن وتطوير السودة... ومن خلال عمله جنبًا إلى جنب مع شركاء تسهيل للمحاماة، يستثمر العلاقات العليا في تكليفات متكاملة تعزز نمو العملاء بسرعة، وتتمثل مهامه في ثلاثة محاور، أهمها: بوابة المشاريع الكبرى."



هذا التعريف يُمثل اعترافًا علنيًا بأن المنصب لا يستند إلى مؤهلات مهنية، بل إلى النفوذ الشخصي، ويُسوّق هذا النفوذ كممر إلزامي للمشاريع السيادية.



أمثلة واقعية للمشاريع التي توسّط فيها أسامة الرميان:

- نيوم – الأمن السيبراني: عقود بقيمة 400 مليون ريال

- روشن: التوطين وتحقيق 45٪ محتوى سعودي قبل الموعد

- سودة: ترحيل الأنظمة إلى سحابة وطنية

- وزارة الرياضة: مذكرة تفاهم بـ60 مليون ريال

- مكاتب قانونية دولية: تمثيل حصري لشركة تسهيل

- شراكة تقنية أمريكية: توقعات مبيعات بـ150 مليون ريال



خطورة هذه المشاريع:

- ترتبط مباشرة بصندوق الاستثمارات العامة أو شركات يرأسها ياسر

- تؤكد أن النفوذ العائلي يُستخدم لتوجيه العقود

- تُخل بالتنافسية العادلة بين شركات المحاماة

- تُقوّض مبدأ الشفافية في سوق الخدمات المهنية السيادية



أسامة الرميان يجسّد تحول النفوذ العائلي إلى سلطة تنفيذية غير معلنة؛ فما يرد في تعريفه ليس مجازًا، بل نموذجًا لسلطة تُدار من خلال شبكة علاقات القرابة داخل أجهزة الدولة، فيما يُقصى من لا يمتلك هذا الامتداد العائلي.



رابعًا: شبكة النفوذ العائلية – أبعادها المؤسسية:-

- ياسر الرميان

- أسامة الرميان

- مازن الكهموس

- محمد التويجري – وزير سابق ومستشار في الديوان الملكي

- هلا التويجري – رئيسة هيئة حقوق الإنسان

- أسرة الشيخ سعد الشثري – تمثل تكتلًا عائليًا مؤسسيًا يمتد إلى القضاء الأعلى



خامسًا: غياب الشفافية والرقابة:-

- غياب تقارير تدقيق منشورة عن صندوق الاستثمارات العامة

- غياب آليات إعلان منح العقود في المشاريع الكبرى

- رئاسة هيئة مكافحة الفساد بيد عديل ياسر الرميان

- غياب الشفافية في آلية التفويض

- استخدام العلاقات الشخصية كشرط للدخول في العقود السيادية

- غياب المناقصات وشروط العقود

- غياب رقابة برلمانية أو قضائية مستقلة

- غياب إعلام حر وتحقيقات استقصائية مستقلة



سادسًا: التأثير على بيئة الأعمال والاستثمار:-

- بوابة الاستثمار قائمة على العلاقات

- إقصاء الكفاءات لصالح علاقات النفوذ

- ضعف ثقة المستثمرين

- تمييع الإجراءات القانونية

- تراجع العدالة التنافسية



سابعًا: الأثر البنيوي على الدولة والمؤسسات:-

- اختلال استقلال القضاء

- اختراق القضاء من أدناه إلى المحكمة العليا

- نموذج أسرة الشثري يظهر كيف يُستخدم النفوذ العائلي لإخضاع العدالة

- استحالة قيام دولة القانون في ظل شبكات النفوذ

- المظالم المتكررة ضد من يرفض المشاركة في هذه المنظومة

- تدمير النزاهة المؤسسية وتحويل القانون إلى أداة انتقائية

- تغوّل التكتلات العائلية كالطفيليات على جسد الدولة، تُضعف وظائفه، وتزدهر وحدها



ثامنًا: النصوص القانونية ذات العلاقة:-

- نظام الشركات السعودي (م/132 لعام 1443هـ): المواد 46 و77

- لائحة الحوكمة – هيئة السوق المالية: المادة 20



المعالجة:

-مراعاة المعايير العالمية المعايير للحوكمة التي تصدرها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD والتي تحذر بشدة من تركّز السلطة في يد واحدة.

- إصدار تشريعات تمنع الجمع بين المناصب السيادية وتُلزم بالإفصاح الكامل عن تضارب المصالح.

- إعادة هيكلة هيئة مكافحة الفساد لضمان استقلاليتها، على أن يُشترط أن لا تكون لرئيسها أي صلة قرابة بأي من الوزراء أو كبار المسؤولين.

- تأسيس لجنة رقابية مستقلة للإشراف على مشاريع صندوق الاستثمارات العامة والعقود الكبرى.

- نشر جميع المناقصات والعقود بشكل علني وشفاف عبر منصات إلكترونية رسمية متاحة للجمهور.

- تمكين الإعلام الاستقصائي وضمان الحماية القانونية للصحفيين والموظفين المبلغين عن الفساد.

- تعزيز استقلال القضاء عبر مراجعة آليات التعيين والرقابة داخل الأجهزة العدلية.

- تطوير بيئة مؤسسية تضمن تكافؤ الفرص وتحمي المتضررين من المحسوبية والتمييز.



الخاتمة

تمثل منظومة العائلات المتنفذة مثل الرميان، الشثري، والتويجري وغيرهم نماذج صارخة للفساد الهيكلي الذي يُحول القضاء والمؤسسات إلى أدوات بيد شبكات نفوذ مغلقة. هذا الواقع يقوّض مبدأ الفصل بين السلطة العامة والمصالح الخاصة، حيث تتداخل المناصب السيادية مع هيمنة العائلات على مراكز الرقابة، وتُحتكر العلاقات في مجالات التمثيل التجاري، مما يُعيد تشكيل بيئة الحكم بعيدًا عن قيم الشفافية والعدالة.



غالبا تشكل تكتلات عائلية أو عصابية في بنية الدولة لتصبح جزء منها تسبب بأضرار جسيمة للمجتمع ككل وللأفراد تبدأ من العنصرية والتمييز على أساس الانتماء الأسري أو المناطقي والجهوي أو القبلي أو غيره، مروراً بمخالفة القوانين وتفشي الفساد لاستحالة مواجهته حتى من حاكم البلاد الذي يصبح صلاح دولة مرهون برضى هذه الأسر وتصالحها وعملها مع بعضها البعض مما يجبره على غض الطرف عن أخطائها وفسادها وتأثيرها سلبا على نزاهة أجهزتها ومنظومتها العدلية وتعاقدات الدولة إلى الأضرار بالأفراد من المناهضين للفساد أو العاطلين الذين ليس لديهم علاقة بهم أو بالمقربين منهم تمكنه من الحصول على وظيفة أي تأثر سلبا وبشكل واضح على تكافؤ الفرص بين المواطنين.



وفي ظل غياب إعلام حر، وقضاء مستقل، وآليات مساءلة فعالة، تتحول السلطة المطلقة إلى قاعدة ثابتة، ويصبح النفوذ العائلي هو القانون غير المكتوب الذي يعيد تشكيل الدولة ويقوّض مؤسساتها من الداخل.



#هيئة_الرقابة_ومكافحة_الفساد #هيئة_مكافحة_الفساد #نزاهة #ياسر_الرميان #أسامة_الرميان #صندوق_الاستثمارات_العامة #النفوذ_العائلي #الواسطة #البطالة #الخميس_الونيس

  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحكومة السعودية تقتل صحفيا آخر: الصحفي تركي الجاسر

أسباب إنقلاب الأنظمة العربية على جماعة الإخوان المسلمين

سيرة المحامي إسحاق الجيزاني - مع بعض الذكريات