أسباب إنقلاب الأنظمة العربية على جماعة الإخوان المسلمين
لكن كل شيء تغير عندما أظهر الرئيس الشرعي المنتخب الوحيد في تاريخ مصر الشهيد محمد مرسي - رحمه الله - أنه لن يكون متسامحًا في قضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية. بدأ ذلك يتضح بوضوح عندما كسر الحصار عن غزة، وعندما رفض حتى نطق اسم إسرائيل.
هنا جاءت الأوامر الإسرائيلية لأجهزة المخابرات الغربية وللأنظمة العربية العميلة باستئصال شأفة الإخوان، بدءًا من مصر. وبعد نجاح هذه الحملة، قام قادة هذه الأنظمة العميلة بالاجتهاد والتفنن في استهداف وقمع وملاحقة أتباع الجماعة وحتى المتعاطفين معها، رغم أن هذه الأنظمة لم تكن قد أعلنتها جماعة محظورة بعد.
لقد حاول قادة هذه الأنظمة بحماس إظهار براءتهم منهم أمام أسيادهم الصهاينة، بجعل المشكلة تبدو شخصية وحقيقية معها، رغم أنهم كانوا بالأمس القريب يقبلون رؤوس رموزها أمام شاشات التلفاز.
هنا يتبين أن الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين لم يكن صدفة أو مجرد قرار داخلي أو بسبب أي تهديد مزعوم لأنظمة الخليج التي رعتها لاخر يوم قبل الانقلاب عليها بل جاء بأوامر صهيونية موجهة لعملائها في الخليج. هذه الأوامر استهدفت جماعة الإخوان تحديدًا كونها الجماعة الوحيدة العريقة المنظمة والمستمرة والممولة ذاتياً، ولما تتمتع به من كوادر وكفاءات أكاديمية وفكرية بارزة قادرة على التأثير والظهور الإعلامي لتوعية الشعوب بالمخاطر التي تحيق بها، مما جعل إزالتها من المشهد السياسي والثقافي خطوة استراتيجية ومهمة لإسرائيل تحقق لها وللأنظمة العربية التي تدين بالولاء لها عدة أهداف:
1. تسريع عملية التطبيع مع السعودية ودول الخليج والعربية والإسلامية الأخرى، عبر إزالة الحواجز السياسية والدينية التي تمثلها جماعة الإخوان.
2. التسريع في عمليات وأنشطة وبرامج ومشاريع المسخ الثقافي والديني وقد أوكلت هذه المهمة لأكبر دولتين عربية للسعودية ومصر، بهدف تفتيت الهوية الإسلامية والقومية.
3. ضمان طمس القضية الفلسطينية في وجدان العرب والمسلمين وعدم التذكير بها إذا ما نجحت إسرائيل في احتلال كامل الأراضي الفلسطينية والتي كان مخططها مبيتا بما في ذلك إبادة غزة على النحو الذي نراه اليوم.
4. ضمان عدم تأثير جماعة الإخوان وإلهامها الفكري والمرجعي على أي ثورات قد تندلع في العالم العربي.
هذه الأهداف مجتمعة توضح أن الحملة على جماعة الإخوان لم تكن بسبب أي تهديد أمني مزعوم لأنظمة دول الخليج، بل جزء من مخطط أوسع لإعادة تشكيل المنطقة ثقافيًا ودينيًا وفق مصالح إسرائيل الكبرى.
فبعد أن ينجح عميل السعودية في مسخ ثقافة الشعب السعودي، فسوف تنتهي حصانته الفكرية ولن يمانع من أن يتملك اليهود العقار في أقدس مدينتين وتحقيق أكبر اختراق لهم في العالم الإسلامي تمهيدًا لاحتلال أجزاء واسعة منها.
وقد يستنكر أحدهم هذا التحليل قائلاً بأن إسرائيل لا تملك القوة البشرية التي تمكنها من التوسع واحتلال مزيد من الأراضي. والجواب ببساطة أن أبنائك الأعراب هم من سيكونوا رأس الحراب في جيوشها كما هو الحال مع بدو فلسطين. فالنفاق والخوف من الأقوى في جينات الأعرابي. فالأقوى هو رب الأعرابي وإلهه. وفي سبيله لن يتوانى من فعل ما يشاء بما في ذلك أفظع الجرائم ولو في أعراب مثله.
كل ما يتطلبه الأمر هو سلخهم ثقافيًا لضمان كسب أكبر عدد منهم وضمان أنه لن تكون لديه أي مشاعر متناقضة. تمامًا ليصبح مثل الأعرابي الفلسطيني الذي يظن أنه مازال مسلمًا وأن قتلاه وهو يقاتل إخوانه مع الغزاة المحتلين شهيدٌ. ومن نفاقهم يقيمون صلاة الميت عليه ملفوفًا بالعلم الإسرائيلي.
هذا ما قد يحصل يومًا في الجزيرة العربية إذا ما نجح مكشوف العمالة محمد بن سلمان من استكمال مهمته. وقد أثبت شيوخ الأعراب أنهم منافقون لا خير فيهم، فاليوم هم صم عُمى لا يفقهون، وكانوا بالأمس القريب يكفرون ويفسقون على الآخرين على أمور لا تستحق، وفي سبيل ذلك يجتمعون ويقيمون الندوات والمحاضرات وحتى الوفود للديوان الملكي. واليوم لا فرق بينهم وبين الكلاب الأليفة التي يأمرها سيدها بأن تنهض فتنهض، وأن تجلس فتجلس.
تعليقات
إرسال تعليق
تسعدني قراءتك وتفاعلك مع المقال