أين الجثة؟
خمسة عشر رجلاً أتوا للذبحِ
من دون ذنبٍ، ما له من جنحِ
أُمروا بأن يَسطوا على قلمٍ أبى
أن ينحني للظلم أو للمدحِ
جاءوا بأمر الطفل في هيئةٍ
لكنّه أمرٌ ملوكيُّ الوجهِ
ليلاً تسرب جمعهم بسرائرٍ
طارت بهم طيّارتان لشرحِ
فيها جزار، والمناشير التي
صارت أدوات "العدل" عند الذبحِ
جاؤوا إلى دار السفير وأوقدوا
نار الخيانة في أمان الفتحِ
شربوا انتظاراً للضحية، إنه
قد جاء يسعى في شؤون النكحِ
دخل القنصلية، وهي مقامنا
وملاذ كل مطاردٍ ومفلحِ
فإذا الأيادي قد تهاوت فوقه
ومضى الحماة بفعلةٍ لا تُمسَحِ
قطّعوا الجسد الكريم، كأنهم
شيطانُ هذا العصر دون مزحِ
ماتت حقيقة حين قيل: "وطنٌ"
و"الوطنية" ذبحنا للوضحِ
قتلوه غيلةً، كأن قلوبهم
بيد الشياطين القساة الجرحِ
لم يتركوا للشر ذرّة رحمةٍ
ما أبقَوا للشيطان أيَّ جنحِ
تعليقات
إرسال تعليق
تسعدني قراءتك وتفاعلك مع المقال