انقلاب داخلي في إيران بمساعدة إسرائيلية!
انقلاب داخلي في إيران بمساعدة إسرائيلية!
تتوالى التحليلات حول الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، وما رافقها من استهداف للقيادات العسكرية البارزة في إيران. وبينما كانت تلك الهجمات تُعرض في البداية كضغوط على البرنامج النووي الإيراني، يبدو أن هناك هدفًا أكثر تعقيدًا وراء هذه العمليات. النقطة الأساسية التي باتت تبرز من خلال سياق الأحداث هي أن توقف الهجمات المفاجئ يشير بقوة إلى أن غرضها الأساسي قد لا يكون تقويض المفاعلات النووية فقط، بل قد يتعلق بتسهيل انقلاب داخلي يتزعمه عناصر من جهاز المخابرات الإيراني وربما جهة أمنية أخرى تملك الوصول لكافة المعلومات المتعلقة بالمواقع وتحركات الشخصيات المهمة والقيادات.
غطاء الهجمات: المفاعلات أم الانقلاب؟
من المؤكد أن الهجمات الإسرائيلية قد تم تنفيذها تحت غطاء استهداف المفاعلات النووية، وهو ما يمنحها مبررًا دوليًا مقبولًا. لكن وراء هذا الغطاء، يظهر أن الهدف الحقيقي كان تصفية القيادات الإيرانية العسكرية والدينية، لا سيما تلك المرتبطة بنظام ولاية الفقيه. هذا التوقيت الحساس في ظل الظروف الداخلية الإيرانية، يعزز الفرضية بأن الانقلابيين الذين يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة قد يكونون عناصر داخلية من جهاز المخابرات الإيراني، الذين يعملون بدعم خارجي، وذلك لضمان تحول سلمي بعيد عن الفوضى.
الضربات الإيرانية "المتفق عليها"
من المتوقع أن ترد إيران على الهجمات بشكل مُنسَّق ومحدد، كما جرت العادة في مثل هذه الأوضاع. هذه الردود ستكون ضربات سمجة، لكنها في الحقيقة ستكون متفقًا عليها مسبقًا بين الأطراف المتورطة في هذا السيناريو، حيث يظل المظهر الرسمي لإيران يُظهر تحركًا خارجيًا من أجل الدفاع عن السيادة الوطنية، بينما في الواقع يتم تسليم الدولة للمجموعة التي ستتولى القيادة في مرحلة لاحقة.
قيادة الحرس الثوري والجيش: تغييرات تدريجية
مع حدوث تصفية تدريجية للقيادات الحالية، ستتولى القوى الانقلابية قيادة الحرس الثوري والجيش الإيراني. وبذلك، تبدأ عملية التغيير السلس لنظام الحكم في البلاد. هذه التغييرات لن تكون فجائية أو عسكرية، بل ستتم بهدوء وبطريقة ناعمة، ما يضمن استقرار الوضع الداخلي في إيران واسترضاء المجتمع الدولي.
حل الحرس الثوري سيكون من الخطوات اللاحقة لتقويض السلطة العسكرية الإيرانية التي ظلت أساسًا للنظام القائم. ويبدو أن الهدف هنا هو إنشاء نظام أكثر مرونة وأكثر تقبلاً للأوامر الخارجية، مع إلغاء البنية الأمنية التي أضعفت التأثيرات الأجنبية في الماضي.
تفكيك النظام وتوجهات جديدة
بعد إتمام هذه التصفية والتمهيد للمرحلة القادمة، سيبدأ النظام في تفكيك المفاعلات النووية ومصانع الصواريخ الإيرانية، مع السماح للجان الدولية بالتفتيش دون قيود. هذا النوع من التحركات سيكون بمثابة خطوة لإعادة صياغة صورة إيران في المجتمع الدولي. والإعلان عن إغلاق صفحة النظام الديني الذي مثله نظام ولاية الفقيه.
إعلان الجمهورية الإيرانية: نهاية ولاية الفقيه
أهم خطوة في هذا التحول ستكون حل نظام ولاية الفقيه، الذي يعتبر الركيزة الأساسية للنظام الإيراني الحالي. وسيتم إعلان قيام الجمهورية الإيرانية، لكن هذه الجمهورية لن تكون سوى واجهة لتطبيق أجندات دولية وإقليمية تضمن استقرار إيران تحت النفوذ الغربي والإسرائيلي.
الدولة العميقة: ضمان الهيمنة على إيران
الهدف النهائي من هذا الانقلاب الداخلي هو بناء الدولة العميقة في إيران، التي ستكون موالية للقوى الخارجية، وعلى رأسها إسرائيل. هذه الدولة العميقة ستعمل على تصفية جميع الحركات الوطنية والدينية التي قد تشكل تهديدًا للمخططات الغربية، كما ستُلغى أي شخصيات أو رموز تمثل المقاومة ضد الهيمنة الأجنبية.
في الختام، ما نشهده ليس مجرد استهداف للمفاعلات النووية الإيرانية، بل هو انقلاب عميق يسعى لتفكيك نظام ولاية الفقيه بأقل التكاليف وبأذكى طريقة ممكنة. التحول الذي سيحدث في إيران سيكون ناعمًا، لكن تأثيراته على المنطقة ستكون ضخمة. هذا المسار يعد أقل تعقيدًا وأدهى في التعامل مع التحديات الأمنية في المنطقة، ومن المحتمل أن يؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة الإيرانية داخليًا وإقليميًا، بما يخدم مصالح إسرائيل والدول الكبرى.
تعليقات
إرسال تعليق
تسعدني قراءتك وتفاعلك مع المقال