إبراءا للذمة! بيع أرامكو خيانة عظمى


بيع أرامكو خيانة عظمى
خيانة للوطن والمواطن
 أرامكو هي ميزانية الدولة، وميزانية الدولة هي أرامكو وبيعها بيع لميزانيتها


إن لم يكن الذود عن حِمى الوطن هو الدفاع عن أرضه وثرواته فيفما يكون الذود بعد أن يسلم ما في باطنها من ثروات للأجنبي، إذا كانت لديك فقط دجاجة واحدة "تبيض ذهبا" لاتسمح حتى بأن يشاركك فيها أخيك فكيف تقبل بمشاركتها مع الغريب؟ 
إذا كان لدينا الآن عجز في الميزانية ونحن نملك أرامكو بالكامل فكيف سيكون مقدار العجز بعد بيع نصفها وهي المصدر الرئيسي للدخل؟ 

95% من دخل السعودية مصدره البترول الذي تملكه وتديره شركة أرامكو وبيعها في البورصة السعودية على المواطنين سيحقق العدالة الاجتماعية أما بيعها في البورصات العالمية فخيانة عظمى للشعب والوطن والأمة... إذا أحسنا الظن في دوافع بيعها فقد نقول أنها لحسابات استراتيجية كحماية الوطن من حصار اقتصادي يدبر لها أو عدوان خارجي يهدف لتقسيمها وبث الفوضى فيها وأن الحل لتجنب ذلك هو بيع ثروتها وتوزيعها على الدول الكبرى لخلق توازن يحمي المملكة من المخاطر والمؤامرات التي تدبر لها ضد وجودها ووحدتها.

لكن هذا الدافع ليس مبررا و خيارا إلا إذا كان الحاكم فاسدا حيث يجمع العقلاء أنه لا توجد قوى في العالم تستطيع ابتزاز حاكم شريف وعادل بفرض حصار عليه أو بتقسيم بلده، وشعبه راض عنه، وملتف حوله وعلى استعداد لتحمل مشاق و أعباء أي ضغوط اقتصادية تفرضها قوى عظمى لإجباره على تسليم ثروات شعبه والتنازل عن سيادة بلاده بل سيتصدى ذلك الشعب لأي عدوان أو فتنة تخلقها تلك القوى، وخير مثال تصدي الشعب التركي بصدور عارية لدبابات وطائرات خونة 15 يوليو 2016م. أما إذا كان الحاكم وأسرته المكونة من آلاف الأنفس غارقين في الفساد فحتما يمكن ابتزازهم بسهولة لأنهم مجرد حفنة من اللصوص تجنح إلى الاستمتاع بسرقاتها في أجواء القوى العظمى التي تغض الطرف عن سرقاتهم مقابل خيانتهم لأوطانهم وتسليم ثرواته و مسخ قيمه والتلاعب بقوت يومهم.

كان هدف الاستعمار الاستيلاء على الثروات الطبيعية وبعد تحرر الشعوب أممت ثروتها وشركاتها الكبرى أي أعادت ملكيتها للشعب وفي السبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي دفعت الدول النفطية الخليجية والعربية تعويضات فلكية للشركات الغربية مقابل تنازلها عن حصصها بالكامل في الشركات المنتجة للنفط الوطني، وكانت أرامكو إحدى تلك الشركات.
أبرز الأحداث التي مرت على ملكية أرامكو:- 
  • 1950 هدد الملك عبد العزيز آل سعود بتأميم المنشآت النفطية في البلاد، وبالتالي استطاع الحصول على حصة من أرباح أرامكو الأمريكية. وكانت هناك عمليات مماثلة حدثت مع شركات النفط الأمريكية في فنزويلا في نفس الوقت.
  • 1973  بعد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل خلال حرب أكتوبر، استحوذت الحكومة السعودية على حصة 25٪ من شركة أرامكو الأمريكية.
  • 1974 ارتفعت حصة الحكومة السعودية إلى 60٪.
  • وأخيرا في 1980 استطاعت الحكومة السعودية الحصول على حصة 100٪ من أرامكو الأمريكية، ومن ثم تمت لها السيطرة الكاملة على الشركة.
وهكذا فعلت معظم الدول النفطية في الخليج العربي والعالم الثالث ودفعت تعويضات طائلة من مواردها لتأميم تلك الشركات ليشرع اليوم أحد سفهاء الأحلام من آل سعود بمشروع بيعها وفي البورصات الأجنبية! هذه خيانة يتحمل مسئوليتها بالدرجة الأولى الملك سلمان بن عبدالعزيز وابنه المعتوه وجميع البالغين من آل سعود ما لم يعارضوا هذه الخيانة ويتصدوا لها.

عندما أعلن #محمد_بن_سلمان بيع أرامكو ذكر أنه سيطرح 5% من رأس مالها للأكتتاب لهدفين الأول الخصصة للحد من الفساد حيث ستكون ميزانيتها معلنة وإدارتها خاضعة لأنظمة حوكمة الشركات. أما الهدف الثاني فكان لجني مكاسب تبلغ مائة مليار دولار يتم استثمارها في مجالات متعددة في الداخل والخارج لجني أكبر قدر من الارباح التي ستحل محل مداخيل النفط، والآن يخطط لبيع 49% من رأسمالها على مدى عشر سنوات أي تضحية بنصف ميزانية الدولة ليكون الدخل الأساسي عبارة عن ثمن الحصص المباعة من أرامكو في كل سنة.

أكرر إن لم يكن الذود عن حِمى الوطن هو الدفاع عن أرضه وثرواته فيفما يكون الذود بعد أن يسلم ما في باطنها من ثروات للأجنبي، إذا كانت لديك دجاجة واحدة تبيض ذهبا لاتسمح بأن يشاركك فيها أخيك -ابن أمك وأبيك- فكيف تسمح بمشاركتها مع الأجنبي؟
إذا كان لديك الآن أيها البليد عجز في الميزانية بسبب سرقاتكم وفسادكم ونحن نملك أرامكو بالكامل فكيف سيكون مقدار العجز بعد بيع نصفها وهي مصدر الدخل الرئيسي للميزانية؟ 

 لايحق لشخص واحد أن ينفرد بقرار بيعها بالكامل أو أي جزء منها إلا باستفتاء شعبي وتحت إشراف شعبي شفاف... أرامكو هي ميزانية الدولة، وميزانية الدولة هي أرامكو وبيعها بيع لميزانيتها. الأمر جد خطير ويجب على الجميع أن يتحدثوا عنه ويبرأوا ذمتهم من هذه الخيانة والاستهتار، ومن هذا التخاذل والاستخفاف بالشعب وبثرواته وسيادته.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحكومة السعودية تقتل صحفيا آخر: الصحفي تركي الجاسر

سيرة المحامي إسحاق الجيزاني - مع بعض الذكريات

أسباب إنقلاب الأنظمة العربية على جماعة الإخوان المسلمين