اتفاقيات إبراهام


اتفاقيات إبراهام


اتفاقيات إبراهيم: خيانة لحقوق الشعوب أم خطوة نحو السلام؟





اتفاقيات إبراهيم هي سلسلة من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في عام 2020، تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. هذه الاتفاقات، التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول الموقعة، شملت التعاون في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، الأمن، والدبلوماسية. وقد تم توقيع هذه الاتفاقات تحت مسمى “اتفاقيات إبراهيم”، مما يعكس اسم الشخص الذي يعتبر أبًا دينيًا للديانات الإبراهيمية.


الدول الموقعة على الاتفاقيات:

1. الإمارات العربية المتحدة: كانت أول دولة خليجية توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل في 13 أغسطس 2020. شملت هذه الاتفاقية فتح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتبادل السفراء، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات اقتصادية وتكنولوجية وصحية وأمنية.

2. البحرين: وقعت البحرين على اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل في 11 سبتمبر 2020، بعد أسبوع من توقيع الإمارات. هذه الاتفاقية تضمنت فتح العلاقات الدبلوماسية، وتبادل السفراء، بالإضافة إلى تطوير التعاون في عدة مجالات مثل الاقتصاد والطاقة.

3. المغرب: في 10 ديسمبر 2020، وقع المغرب اتفاقًا مع إسرائيل لتطبيع العلاقات. شمل الاتفاق التعاون الأمني والاستخباراتي، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات الاقتصادية والسياحية. كما اعترفت الولايات المتحدة بالصحراء الغربية كجزء من المغرب، وهو جزء من الاتفاق.




4. السودان: في أكتوبر 2020، أعلن السودان عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل. جاء هذا الاتفاق بعد الضغوط الأمريكية التي ساعدت في إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو ما شكل حافزًا للتوقيع على الاتفاق.




الأهداف والمحتوى:

العلاقات الدبلوماسية: فتح السفارات وتبادل السفراء بين إسرائيل والدول الموقعة.

التعاون الاقتصادي والتجاري: تعزيز العلاقات الاقتصادية في مجالات متعددة مثل الطاقة، التكنولوجيا، والصحة.

التعاون الأمني والاستخباراتي: تعزيز التعاون بين الدول الموقعة في مجال الأمن لمكافحة الإرهاب والتطرف.

القضية الفلسطينية: بينما أكدت الاتفاقيات دعم حل الدولتين كحل للقضية الفلسطينية، فإن القضية الفلسطينية لم تكن محورية في هذه الاتفاقات، وظلت الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية مستمرة في الضفة الغربية.


دور الولايات المتحدة: كان الوسيط الرئيس في هذه الاتفاقيات هو إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث لعبت الولايات المتحدة دورًا كبيرًا في دفع هذه الدول نحو التطبيع مع إسرائيل من خلال تقديم الحوافز الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك الدعم العسكري والاقتصادي.


التعاون الأمني والعسكري: كان التعاون الأمني أحد المحفزات الرئيسية لهذه الاتفاقيات، حيث توافق العديد من الدول مع إسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة، سواء عبر الميليشيات المدعومة من إيران أو الأنشطة النووية الإيرانية. كما شمل التعاون الاستخباراتي تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف.


ردود الفعل العربية: هناك مواقف مختلطة بين الشعوب العربية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فبينما ترى بعض الحكومات العربية أن التطبيع سيساهم في استقرار المنطقة، يرى قطاع واسع من الشارع العربي أن التطبيع يتجاهل حقوق الفلسطينيين ويمنح إسرائيل شرعية دون تقديم تنازلات حقيقية في مسار السلام


النقد والتحديات: رغم ما يُروج له من أن هذه الاتفاقات تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، فإن هناك انتقادات واسعة لهذا التعاون، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. فالتعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل قد يعزز من شرعيتها ويعزز قبضتها على الأراضي الفلسطينية، بينما يستمر الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. من جهة أخرى، فإن تبرير التعاون مع إسرائيل على أساس مواجهة تهديدات إيران يُعد إشارة إلى تحول في التحالفات الإقليمية، مما يثير تساؤلات حول مصير القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.


اتفاقيات إبراهيم: خيانة لحقوق الشعوب أم خطوة نحو السلام؟


في عام 2020، شهدت المنطقة العربية توقيع هذه الاتفاقات التي شملت دولًا خليجية وإفريقية مع إسرائيل تحت مسمى “اتفاقيات إبراهيم” برعاية وترويج الولايات المتحدة لها في الولايات الرئاسية الأولى لدونالد ترامب. تم التوقيع على هذه الاتفاقات من قبل الإمارات العربية المتحدة، البحرين، المغرب، والسودان. في ظاهرها، كانت هذه الاتفاقات تتضمن تطبيع العلاقات بين هذه الدول وإسرائيل، مع تعزيز التعاون الاقتصادي، الدبلوماسي، وحتى الأمني. لكن إذا نظرنا إلى ما وراء هذه الاتفاقات، نجد أن التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري الذي تم تأسيسه بين هذه الدول وإسرائيل يحمل في طياته العديد من الأبعاد السياسية والأخلاقية التي تتعارض مع المصالح العليا للأمة العربية والإسلامية.


التعاون الأمني والاستخباراتي: حيلة لتغيير التحالفات


إن التعاون الأمني والاستخباراتي بين إسرائيل وبعض الدول العربية يثير العديد من التساؤلات حول غايات هذه الاتفاقات وأهدافها الحقيقية. ففي الظاهر، تم تبرير هذا التعاون على أنه مواجهة للتهديد الإيراني، الذي يتبنى العديد من هذه الدول كعدو مشترك. ولكن هذه الحيلة التي تُقدّم كذرائع لتبرير التطبيع مع إسرائيل ليست إلا خديعة تهدف إلى تحويل الصديق إلى عدو. فالتهديدات الأمنية التي كانت تروج لها هذه الأنظمة، كإيران والميليشيات المدعومة منها، يمكن مواجهتها بتعاون عربي شامل وليس من خلال التحالف مع الكيان المحتل.


التعاون العسكري: كيف يمكن أن يكون ضد الاحتلال؟


إذا نظرنا إلى هذا التعاون العسكري، سنجد أنه في جوهره يعزز من قدرة إسرائيل العسكرية، بما في ذلك في مجالات الدفاع الجوي، التجسس، ومكافحة الإرهاب. بينما يتم تصوير هذا التعاون كوسيلة لمواجهة إيران، إلا أنه من الواضح أن الهدف الحقيقي هو تعزيز القوة العسكرية لإسرائيل، التي تستخدم هذه التحالفات لتطوير قدراتها على العدوان والاحتلال. كيف يمكن لدول عربية أن تتعاون مع كيان احتلالي ضد طرف آخر في المنطقة بدلاً من أن تتوحد ضد الاحتلال نفسه؟ هذا التعاون يتناقض تمامًا مع مصلحة الشعوب العربية، التي يتعرض بعضها للاحتلال الإسرائيلي أو يواجه تهديدًا مستمرًا من هذا الكيان.


إيران كذريعة: وماذا عن العدو الحقيقي؟


من المثير للسخرية أن التهديد الإيراني كان أحد الأسباب الرئيسية التي تم الترويج من خلالها لهذه الاتفاقات. بينما يعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاعتداء على مقدسات المسلمين، في قلب القدس، هو العدو الأول الذي ينبغي على العرب مواجهته. إن إيران، رغم وجود خلافات سياسية معها، لا تشكل التهديد الوجودي الذي تشكله إسرائيل على الأمن القومي العربي. فكيف إذن يمكن أن يكون التعاون مع إسرائيل ضد إيران مبررًا عندما يكون الاحتلال الإسرائيلي هو العدو الأول الذي يجب أن يواجهه العالم العربي؟


التعاون الأمني والاستخباراتي: خيانة للحقوق الفلسطينية


من جهة أخرى، فإن التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل يعد انتهاكًا للقيم الوطنية والإسلامية التي تقوم على نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه في مواجهة الاحتلال. إذا كان هذا التعاون قد وُصف بأنه رد فعل على التهديدات الإيرانية، فإنه في الواقع يخدم أجندات إسرائيلية تهدف إلى تقوية قبضتها على فلسطين. كيف يمكن لدول عربية أن تتعاون مع إسرائيل وهي تعلم أن هذه الأخيرة هي السبب الرئيس في معاناة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه؟ هذا التعاون يشكل خيانة لمبادئ حقوق الإنسان التي تقتضي الوقوف في وجه الاحتلال.


المساومة على القضية الفلسطينية: الاتفاقات دون تقدم حقيقي


من أكبر النقاط المثيرة للجدل في اتفاقيات إبراهيم هو موقفها من القضية الفلسطينية. بالرغم من تأكيد الدول الموقعة على دعم حل الدولتين، إلا أن الواقع على الأرض يثبت عكس ذلك. استمرت إسرائيل في توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية، مما يجعل من الصعب تصور إمكانية التوصل إلى حل عادل لفلسطين. إذن، كيف يمكن للدول العربية أن تتعاون مع إسرائيل دون أن تحقق أي تقدم حقيقي في القضية الفلسطينية؟ هل أصبحت الحقوق الفلسطينية جزءًا من مساومات سياسية مع إسرائيل؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحكومة السعودية تقتل صحفيا آخر: الصحفي تركي الجاسر

سيرة المحامي إسحاق الجيزاني - مع بعض الذكريات

أسباب إنقلاب الأنظمة العربية على جماعة الإخوان المسلمين