البدون في الخليج
البدون"
مصطلح شائع يطلق على عديمي الجنسية. البدون ليس لديهم هوية تعرفهم في المؤسسات
التعليمية والصحية والقضائية والسلطات الأمنية. هم عديمو الجنسية والحكومة ترفض
تجنيسهم ولاتمنحهم بطاقات تعريفيه أو حتى إقامات نظامية ما يحرمهم من جميع حقوق الإنسان
الأساسية.
البدون لا
يحصلون على التعليم و العلاج ولا يمكنهم التنقل من مدينة لأخرى إلا بترخيص
ويتعرضون بسبب ذلك لاستغلال مادي بشجع من قبل بعض الوسطاء والذي يقوم بعضهم
بتسليمهم تراخيص مزيفة مقابل مبالغ مادية باهضة.
تصل أعداد
البدون في السعودية إلى عشرات الآلاف، وفي منطقة الخليج قد تصل أعدادهم إلى مئآت
الآلاف. البدون لاحق لهم ولا لأبنائهم وأسرهم في التنقل والتملك والعلاج والتعليم
باختصار "أحياء أموات". حال البدون في السعودية ربما أكثر بؤسا من بدون
الكويت فالجهل متفشي بينهم. عبارة البدون "أحياء أموات" تعني أنهم
محرومون من الاعتراف بوجودهم ومن جميع الحقوق الإنسانية سوى الحياة.
البدون رغم
بؤسهم إلا أن نسبة الجريمة بينهم متدنية، هم يتجنبون المشاكل التي قد تؤثر على
معاملات تجنيسهم. هم قوى عاملة مهدرة، مستعدون للعمل في أي مهنة ومع ذلك الحكومة
تحرمهم من العمل لأنه لاوجود لهم في أوراقها. لن يصدق مواطن بوجود البدون
ومعاناتهم حتى يزورهم أو يتعرف على أحدهم أويشاهد أفلام وثائقية تصور أحوالهم.
عند زيارتي إحدى قراهم قيل لي أنهم يقعون
جهلا في زواج المحارم.
يذهب دعاة الخليج لأفريقيا لنشر الإسلام وتوزيع الصدقات والزكوات وهؤلاء
بين أظهرهم هم أحق بها.
البدون يعملون
في مهن بالكاد تدر عليهم دخلا يكفيهم وشعوب الخليج يجمعون الصدقات ويتعاطفون مع
ضحايا الحروب والكوارث وهؤلاء في أوطانهم. قد لايلامون لأن وسائل الإعلام ومعظم
حكومات الخليج والدول العربية تتكتم على وجودهم باستثناء ربما الكويت التي تتم
مناقشة قضيتهم في الاعلام ومؤسسات الدولة.
البدون أبناء
الأرض التي ولدوا ونشأوا عليها وما يحصل ضدهم من تمييز لا يرضي الله ولا رسوله. حياة
الفلسطيني في أراضيه المحتلة أفضل بكثير من حياة البدون في السعودية والكويت وبقية
دول الخليج. أدعو البدون وأهل الخير توعية الناس بقضيتهم وبؤسهم باستثمار كاميرات
جوالاتهم وتصوير معاناتهم اليومية ونشرها.
تجنيسهم خيار
جيد ومتاح لزيادة عدد سكان السعودية والبحرين، في جميع الدول الغربية المتقدمة يحصل المرء
على الجنسية بمجرد ولادته على إقليمها أو بقضائه بضع سنوات لا تتعدى الخمس سنوات
للحصول على جنسية البلد. البدون في السعودية دون أدنى مبالغة "أحياء أموات"
روح وجسد دون اعتراف بوجودهم وآدميتهم و حقهم في التعليم والتنقل
والعلاج. روايات الطرفان الحكومة أو البدون متباينة لكن لا يهم فما يهم أنهم بشر
ولهم حقوق كغيرهم من سائر البشر والأولى استيعابهم ودمجهم. سيسأل الله كل حاكم عن معاناتهم
فلا يوجد مبرر لعدم تجنسيهم.
تعليقات
إرسال تعليق
تسعدني قراءتك وتفاعلك مع المقال