ترمب وتفكيك الغرب



افتتح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام الجديد بتغريدة ينتقد فيها باكستان، الأمر احتاج إلى 24 ساعة حتى ردت إسلام أباد وبأسلوب غير تقليدي، إذ قرر البنك المركزي الباكستاني التخلي عن الدولار وإجراء جميع المعاملات التجارية والاستثمارات مع الصين باليوان الصيني.

كان ترمب في بداية فترته الرئاسية يقول أن أوروبا عدوة لأمريكا، وكان ينصح بريطانيا بتصعيد الخلاف مع الاتحاد الأوروبي، و يؤكد بين فترة وأخرى أن بوتن مجرد صديق منافس وليس عدوا لأمريكا والغرب! ترمب هدد بالإنسحاب من الناتو كما لوح بالحرب التجارية وبدأ بالفعل بفرض ضرائب على المنتجات الأوروبية. فمن المستفيد المباشر من سياسات تفكيك الغرب وعزل أمريكا التي ينتهجها ترمب سوى روسيا والصين والأنظمة الشمولية في الشرق الأوسط؟

ترمب مجتهد في تدمير الغرب اقتصاديا واستراتيجيا. رمى باكستان إلى أحضان الصين؛ ثم انقلب على حلف الناتو وأعضائه؛ ثم بدأ بحرب تجارية محتجا بالصين وفي الحقيقة الاتحاد الأوروبي هو المستهدف، لأن الصين لن تتضرر كثيرا، حيث لا توجد دولة بمقدورها مواجهتها تجاريا. وهو يدفع تركيا بوابة أوروبا الشرقية لروسيا والصين في الوقت الذي فيه الأوروبيون بأمس الحاجة إليها في أي خطة قد يضعونها للحد من تمدد النفوذ الروسي الذي يقترب من حدودهم كما كانوا يفعلون من قبل في مواجهة روسيا القيصرية.
















تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحكومة السعودية تقتل صحفيا آخر: الصحفي تركي الجاسر

سيرة المحامي إسحاق الجيزاني - مع بعض الذكريات

أسباب إنقلاب الأنظمة العربية على جماعة الإخوان المسلمين