ما أشبه الليلة بالبارحة
عندما أراد من أراد تدمير العراق ونهبه وتقسيمه، استغل طيش وشجاعة وغرور صدام:١-أدخلوه في حرب طويلة ومكلفة
٢-سُكت عن انتهاكاته حتى طغى وتجبر وأمعن في طغيانه
٣-ثم أُذن له بغزو جارته
٤-ثم جمعت أخطاؤه واستُغلت لتدمير بلاده وكأني أرى ذات السيناريو يتكرر مع السعودية والتاريخ يعيد نفسه.
يُرى المستقبل من الماضي!
فالتاريخ يعيد نفسه.
كل ما تفعله يا #ولي_العهد يُسجل أول بأول وليس نحن من يسجله بل من استغلوا شجاعتك وجسارتك وغرورك وطموحك وجموحك للسلطة، واطلقوا لك العنان والأمان لتفعل ما تشاء، ليرحب يوما ما شعبك بالغازي كما رحب معظم العراقين خلاصا من طاغيتهم وحينها لن تجد وليا ولا نصيرا.
عندما يحين اليوم الموعود سيكون الشعب قد فقد ولائه بل حتى معنوياته وأي دوافع قد تجعله ممانعا ومقاوما للغازي الذي سيأتي بحجة تحرير الشعب من الطغيان، سيرحب الشعب بالغزاة! متعطشون للحرية وللقيم الليبرالية الحقيقية لا المزيفة التي تروجون لها؛ هكذا سيخيل لهم!
هذا الوطن العظيم الذي أفنى المؤسس -رحمه الله- عمره في توحيده سيصبح جزر متناحرة، وستسيل أنهار من الدماء بشعارات قبلية وطائفية ومناطقية ولن يتمكن أحد من وقف ذلك حتى يفنى من يفنى ولا يبقى إلا شرذمة من أمراء الحرب الفاسدين الذين سيهبون ثروات البلد ونسائه للمحتل ليغض الطرف عنهم.
هذه الأوزار الجسام يا #ولي_العهد تتحمل أنت ووالدك وحدكما قسطها الأعظم أما ما تبقى منها فتتحمله أسرتك ثم ستترى اللعنات تلو اللعنات في كتب التاريخ في شتى بقاع الأرض. وتأكد أنه حتى لو حققت نصرا ساحقا على إيران فلن يشفع لك ذلك فالذي شفع لصدام توقيت أعدامه ورباطة جأشه فهل تملك مثلها؟
إذا بات هذا السيناريو أمرا واقعا يا #ولي_العهد فمن خان الوطن، الإصلاحيين الذين تنكل بهم وستمعن في التنكيل بهم وبأهليهم أم أنت وأباك وأسرتك؟ الإجابة معروفة لديكم وسيسطرها التاريخ مع روائع من اللعانات التي سيصبها عليكم لتسببكم في جلب الغزاة لقبلة المسلمين.
التشابه كبير بين الحالة العراقية والحالة السعودية: حرب إيران-العراق كان بعد تولي صدام رئاسة الدولة بفترة وجيزة وهي نفس السنة التي أصبح الخميني قائدا لإيران، وهكذا حصل تماما في السعودية في حربها ضد الحوثيين "قائد جديد في السعودية وقائد شيعي جديد في اليمن"!
تشابه آخر بين الحالة العراقية والسعودية: صدام و #محمد_بن_سلمان يملكان شخصيتان متشابهتان من حيث الشجاعة والجسارة والتهور والبلطجة والقرارات المتسرعة والمفاجئة والحدة في ردة الفعل والشدة والبطش والغرور والطموح أي كل المواصفات المطلوبة التي يحسن الأمريكان استغلالها وتوظيفها لخدمتهم.
أمريكا كانت تستغل أخطاء صدام وتستفيد منها وهكذا الآن مع محمد بن سلمان
المرجع: سلسلة تغريدات نشرت في 23/8/2018
تعليقات
إرسال تعليق
تسعدني قراءتك وتفاعلك مع المقال